هل يُضحي لامين يامال بانتمائه لبرشلونة مقابل 400 مليون يورو؟

في زمنٍ تحوّلت فيه كرة القدم من لعبةٍ شعبية إلى استثمارٍ تجاري هائل، عاد سؤال الهوية والانتماء ليطرح نفسه بقوة، وهذه المرة من بوابة الفتى الذهبي لامين يامال، الذي يقف اليوم بين قلب برشلونة وأموال الخليج.

هل يُضحي لامين يامال بانتمائه لبرشلونة مقابل 400 مليون يورو؟

 

ابن الـ17 عامًا، الذي تحول من “موهبة ناشئة” إلى ركيزة فنية لا يمكن المساس بها في تشكيلة برشلونة، يخوض موسمه الأول بشكلٍ استثنائي.

14 هدفًا و21 تمريرة حاسمة في 43 مباراة ليست مجرد أرقام، بل شهادة نضوج مبكر للاعب تتهافت عليه أعين أوروبا… والآن، الشرق الأوسط.

ببساطة، هو اللاعب الذي لا يشبه جيله، يراوغ كالكبار، يقرأ الملعب كنجم مخضرم، ويتعامل مع الضغط وكأن الملاعب قد رافقته منذ الطفولة… وربما فعلت.

في خطوةٍ تعكس التحوّل العميق في سياسة الاستثمار الرياضي السعودي، وصل عرض ضخم إلى مكاتب “كامب نو” بقيمة 400 مليون يورو للتعاقد مع يامال، يتضمن مضاعفة راتبه 10 مرات، ليصبح من بين الأعلى أجرًا في العالم، رغم حداثة سنّه.

ورغم أن هذه العروض غالبًا ما كانت تُوجّه للاعبين في نهاية مسيرتهم، فإن رهان الأندية السعودية اليوم بات مختلفًا: المستقبل لا الماضي. وبعد تعثر صفقة فينيسيوس جونيور، تحوّلت الأنظار إلى يامال كوجهٍ تسويقي عالمي للمشروع الرياضي الأضخم في المنطقة.

رد برشلونة جاء حاسمًا وسريعًا: “لامين ليس للبيع”، وهو ما أكده المدير الرياضي ديكو، بناءً على أوامر مباشرة من الرئيس خوان لابورتا، الذي سارع إلى بدء مفاوضات تجديد عقد اللاعب، مع إدراج بند جزائي يصل إلى مليار يورو، رسالة لا تخطئها أعين المستثمرين.

لامين لا يرى نفسه خارج برشلونة، وتصريحات عائلته والمحيطين به تؤكد ذلك. بالنسبة له، الكامب نو ليس مجرد ملعب، بل مسرح الأحلام الذي تربى فيه، وارتدى قميصه قبل أن يتقن فن التمرير.

لكن السؤال يظل قائمًا: هل تقف العاطفة طويلًا أمام إغراء المليارات؟.. ما الذي قد يحدث إذا بدأ يامال يشعر أن مشروع برشلونة لا يواكب طموحه؟ أو أن النادي الذي ربّاه لم يعد قادرًا على المنافسة على أعلى مستوى؟ هل تكون الأموال السعودية حينها فرصة لإطلاق مشروع رياضي فردي غير مسبوق في العالم العربي؟

لامين يامال لم يعد مجرد لاعب كرة قدم، بل أصبح رمزًا لصراع أكبر بين الانتماء وقوة المال، بين الرؤية طويلة المدى والأرباح السريعة، بين حلم الطفولة وقوانين السوق.

إقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى